المحتويات
المدح هو أنت تذكر الصفات الحسنة للشخص وتثني عليه بأطيب الكلمات، لذلك كان الشاعر العربي يكتب قصيدة مدح لثناء الأمراء والملوك وغيرهم.
قصيدة مدح | الفرزدق
ونذكر لكم إحدى قصائد المدح العربية القديمة للشاعر الفرزدق الذي ولد ونشأ في مدينة البصرة، وقد اشتهر بمدحه للأمراء والملوك ومن إحدى أشهر قصائد المدح لديه:
لَقَدْ عَلِمتُ وعَلِم المرْء أصْدقُهُ
مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ
أنْ ليسَ يجزِئُ أمرَ المُشرقَينَ مَعاً
بَعدَ ابنِ يوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرٌ
بَلْ سوْفَ يَكْفيكَها باز تَغلّبَها،
لَهُ التَقَتْ بالسّعودِ الشمسُ والقمرُ
فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمعَا
يُشْفَى بهِ القَرْحُ والأَحداثُ تُجتَبرُ
أَغرَّ، يَستمطِرٌ الهُلاكُ نَائِلهُ
في راحَتيهِ الدّمُ المَغبُوطُ والمَطَرُ
فأَصبَحَا قد أمَاتَ الله دَاءهُما
وقَومَ الدّرءِ من مِصْريْهِما عُمرٌ
حتى استَقامتْ رؤوسٌ كان يحمِلُها
أَجسادُ قَومٍ وفي أَعناقِهِمْ صَعَرٌ
إنَّ لآل عَدِيٌ أثْلةٌ فَلقَتْ
صَفَاةَ ذُبيانَ لا تدنُو لها الشَجَرُ
مِنها الثّرى وحَصى قَيسٍ إذا حسبتْ
والضَّاربُون إذا ما اغرَورقَ البَصرُ
فلا يكذَّبُ منْ ذُبْيانَ فَاخِرُها
إذاً القَبائِلُ عَدّتْ مجدَها الكُبَرُ
أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرتْ
عِندَ المَكَارِمِ، والأَحسابُ تُبتدرُ
إنَ لآل عديٌ في أرُومَتِهمْ
بيتَينِ قد رفعت مَجديهما مُضَرُ
بيتُ لآلِ سُكَينٍ طالَ في عَظمٍ
وآلَ بَدْرٍ هُما كَانَا إذا اِفتخروا
بَيتَينِ تَقْعُدُ قَيسٌ في ظِلالِهما
حيثُ التقى عندَ رُكنِ القبلةِ البَشَرُ
قصيدة مدح قوية | محمد القاضي
أسلوب المدح في القصائد يتطلب استعمال أقوى الكلمات وأكثرها إيضاحاً في المعنى ليبين الشاعر مدى قوة وفضل وحسن الأمير أو الملك الذي يمدحه، ومن إحدى هذه القصائد القوية قصيدة الشاعر محمد العبد للّه القاضي التي يصف فيها الملك طلال العبد الله الرشيد، حيث يقول في مقطع منها :
طلالٌ لو قلبكَ حجرٌ أو حديدٌ
أمدَاه من حامي وطيس الوغى ذابُ
شَبيت في نجدٍ بنارِ الوقيد
واحرقتَ فيهِ عداكَ واذريت الاصحابِ
وكَسيتَ ملككَ ثوبَ عزٍ جديد
وسَليت حدَ عداكَ يا عَز الاقرابْ
بحرب وضرب شَابَ منهُ الوليد
مالوم من عاداك يومٌ ولا شَابْ
يلقى الخُطوبَ بباسِ ليثٍ شديدٍ
وعزايم عزت على عمرٍ وشهابُ
أحييتَ شجاعةَ خالد بن الوليد
وانسيتَ قالات لابي زيد وذياب
قصيدة مدح في رجل كفو | فيصل بن سبيل
الرجال هم ظهور الأمم وفوارسها، فهم حماة الأراضي وحماة الشرف والعرض، وهم القادة الذيّن يقودون الأمم نحو الأهداف الكبيرة، لذلك تغنى الكثير من الشعراء بفضائل الرجال، مثل الشاعر فيصل بن سبيل الذي كتب قصيدة مدح عن الرجال يذكر فيها:
لولا المواقف
لولا المواقف ما عرفت الرجاجيل
والرجل يعرف بالشدايد والأفعال
أنا أشهد إن به ناس وقت البهاذيل
لا جد وقت الجد تطري على البال
من يعجبونك في جميع المداخيل
قوم تعز الطيب من كل مداخال
وبعض الرجال يكيد لك بالمحابيل
يخفي بضحكه لك من الحقد زلزال
السن أبيض لكن القلب كالليل
ما كل من يضحك معك يسعد الحال
لولا الحسد والبعض والقال والقيل
كان العرب صارت على قلب رجال
قصيدة مدح في رجل شهم | أحمد فارس الشدياق
الرجال هم من يمتلكون أنبل وأشرف الشيم والصفات والتي بسببها يستحقون أفضل المدح والثناء، والرجل الشهم هو الرجل النبيل والكريم الذي تغنى بصفاته كثير من الشعراء مثل قول الشاعر أحمد فارس الشدياق في قصيدة ” أرى القول يحلو بذكر الرجال ” :
أرى القول يحلو بذكرِ الرجالِ
َليسَ بذكرِ ذوات الدلالِ
رجالُ السياسة و الأمرِ والنهي
أهلُ الكياسةِ أمثالُ عالي
لقد قلت في مطلعِ القول حسنا
وإذا قلتُ بالشبه ساء مقالي
لأن الذي رمتْ مدحُ علاهُ
بدا في المعالي بدونِ مثال
وزير يشيدُ به الملك آزرا
مشيراً لآرائه النجح تال
إذا رامَ أمراً أمر عليه
نحبيحا يذلل صعبَ المنالِ
فيقتار كل شرود ويدنى
بعيد الأماني إلى كل بالِ
وأقلامه السمر من فوقِ بيض الصحائفِ
تفعل فعل العوالي
يذلُ لها كل عاصي وتعنو
لامرتها ماضيات النصالِ
تدبر ملكاً بعيد النواحي
وتفصل بالحق كل عدال
وتعمر للأصدقاءِ بيوتاً
قصيدة في مدح النبي لأحمد شوقي
كتب الشاعر المصري أحمد شوقي الذي يعد من شعراء العصر الحديث قصيدة مدح يثني فيها على خير الخلائق وسيد الأمة الإسلامية والعالم أجمع سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والقصيدة تسمى ” ولد الهدى والكائنات ضياء “، إذاً لنتعرف على أبيات هذه القصيدة الجليلة:
ولد الهُدى فالكائناتُ ضياءٌ
وفمُ الزمانِ تَبَسمُ وثناءُ
الروحُ والملأُ الملائِكَ حَولهُ
للدينِ والدنيا به بشَراءُ
والعرشُ يزهو والحظيرةُ تزدهي
والمُنتهى والسدرةُ العَصماء
وحديقةُ الفرقانِ ضاحكةُ الرُبا
بالتُرجمانِ شذيةٌ غناءُ
والوحيُ يَقطرُ سلسلاً من سلسلِ
و اللوحُ والقلمُ البديعُ رواءُ
نظمت أسامي الرُسلِ فهي صحيفةٌ
في اللوحِ واسم محمد طغَراءُ
اسم الجلالةِ في بديعِ حروفهِ
ألفٌ هنالك واسم طَهَ الباءُ
يا خيرَ من جاء الوجود تحيةٌ
من مرسلين إلى الهُدى بك جاؤوا
بيتُ النبيّينَ الذي لا يلتقي
إلا الحنائفُ فيه والحُنفاءُ
خيرُ الأبوةِ حازهم لك آدمُ
دونَ الأنامِ وأحرزت حواءُ
هم أدركوا عزّ النبوةِ وانتهت
فيها إليكَ العزةُ القَعساءُ
قصيدة مدح في الأخ | الخنساء
الأخ هو الساعد الأيمن في حياة الإنسان، فهو الذي يعتمد عليه الإنسان في كل الأمور الصعبة، ويكون الأخ كالسيف الحامي وراء الظهر، لذلك كان لا بد من وجود شعراء كثيرين مدحوا بالأخ مثل الشاعرة الخنساء التي قالت في مدح ورثاء الأخوة :
من حس لي الأَخوينِ
كالغصنينِ أو من رآهما
أخوين كالصقرينِ لَم
يَر ناظرٌ شَراهُما
قرمينِ لا يتظالمانِ
ولا يرامُ حِماهما
أبكي على أخوي
والقبر الذي واراهما
لا مثلَ كهلي في الكُهولِ
ولا فتى كفتاهما
رمحين خَطيينِ في
كبدِ السماءِ سنانهما
في النهاية نتمنى أن تكون استمتعت بقراءة قصائد المدح التي عرضناها لك في المقال، شاركنا رأيك في التعليقات أي قصيدة مدح كانت هي الأقرب لقلبك ووجدانك.
اقرأ أيضاً :
عبارات شكر للمعلمات المتميزات ستعجبك جداً